الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في تظاهرة «دريم سيتي»: المتحف الوطني لجهاز أمن الدولة يدعو الى عدم نسيان ممارسات الاستبداد

نشر في  06 نوفمبر 2015  (12:26)

دعونا نبدا صفحة جديدة في تاريخنا، دون أن ننسى أن العفو لا يعني اغفال الماضي المرير

من العروض التي استوقفتنا في تظاهرة «دريم سيتي» التي تنتظم من 4 إلى 8 نوفمبر بالمدينة العتيقة، عرض «المتحف الوطني لجهاز أمن الدولة» المتواجد في ثكنة العطارين والذي أعدّه الثنائي ليلى سليمان وروود قيلينز..

ويتمثل العرض في جولة يتعرف خلالها الزوار على مختلف مراحل التحقيق التي استهدفت في الأنظمة السابقة المساجين السياسيين انطلاقا من غرفة الاستنطاق وصولا إلى مكاتب التحقيق ثمّ أماكن الاعتقال..

ولعلّ اللافت للانتباه في هذه الجولة بين أقبية التعذيب ومكاتب الاستنطاق هو حضور السجينة السياسية السابقة نجوى الرزقي التي تلعب دور دليل الزيارة مع الشاب إلياس اللافي... وهو ما يضفي كثيرا من المصداقية على هذا المتحف الوهمي الذي يذكرنا بممارسات الأنظمة الاستبدادية بصفة عامة والبوليس السياسي بصفة خاصة إزاء شرائح من المعارضين..

وفي هذا السياق، قدمت الناشطة نجوى الرزقي شهادة مؤثرة عما عاشته طيلة سنتين و4 أشهر من الإيقاف، وقد غادرت السجن بتاريخ 2 مارس 1997 بعد أن ذاقت الأمرين.. 

ومن الصور التي ظلت راسخة في ذهننا من شهادة نجوى الرزقي كيف عانقها والدها يوم إيقافها مقدما لها بعض الأموال وقائلا: «علاش عملت هكا في روحك يا بنيتي؟»، وما قالته نجوى من أنّها كانت تتمنى أن تكون عصفورا صغيرا حتى تتمكن من اختراق السياج الحديدي الذي كان يغطي سقف «آريا» السجن حتى تنعم بالحرية فضلا عن معاناتها وهي التي ألقي القبض عليها وهي حديثة الوضع ففقدت كثيرا من الدماء في السجن وكان ابنها الصغير يصاحبها وقد اشتدت به الحمى دون ان يهتم الى حالهما أحد، وهي مواقف انسانية أكثر من موجعة عندما يرمي بك الجلاد في زنازينه غير آبه بمرضك وبعجزك.

ومن خلال هذه الشهادة يطرح القائمون على العرض موضوع الذاكرة الوطنية في علاقة بالبوليس السياسي وبممارساته زمن الإستبداد، فمن المهم اليوم أن نعمل على إحياء هذه «الذاكرة السوداء» بكل ما فيها من محاكمات ومن تعذيب ومن إقصاء للرأي السياسي المخالف حتى تبقى ذاكرة الأجيال حيّة لا تنسى الممارسات المهينة للإنسان وتَعتبر من الماضي في ذهابها إلى المستقبل.

شيراز بن مراد